غير أن الخطر يبقى قائما لا سيما في حالة توغل عناصر من داعش أو حصول اختراق على مستوى التراب التونسي مما يجعل مخاطر ذات التنظيم الإرهابي على مرمى من البوابة الشرقية للجزائر؛ وفي ظل الاحتمال بوجود خلايا نائمة للتنظيم داخل البلاد، وكيفية العمل على استئصالها ميدانيا وإلكترونيا، كان الوزير الأول عبد المالك سلال قد دعا مؤخرا إلى تنظيم اجتماع وزاري طارئ لبحث مسألة نشاط تنظيم داعش على شبكة الإنترنت.
وتوضح المعلومات التي قدمها وزير الخارجية الليبي في حكومة طبرق، محمد الدايري، حول عدد مقاتلي تنظيم داعش في بلاده، والمقدرة بين 4 و5 آلاف عنصر، يشكل التونسيون والسودانيون واليمنيون القسم الأكبر منهم، الخطر الكبير القادم من المناطق الحدودية الليبية القريبة من الجزائر، حيث حذر ذات المسؤول من تحوّل بلاده إلى ملجأ جديد لتنظيم داعش ، وهو ما يفسر إرسال العديد من وحدات الجيش الوطني الشعبي قبل فترة لهذه المناطق قصد إحكام السيطرة عليها ومنع اختراقها من طرف عناصر هذا التنظيم الدموي.
ويشار إلى الوزير الليبي دعا الأسرة الدولية إلى ضم بلاده لحملة مكافحة تنظيم داعش ، مشيرا إلى أن حكومته تملك معلومات موثوقة مفادها أن قيادة التنظيم طلبت من الإرهابيين الجدد التوجه إلى ليبيا وليس سوريا والعراق، وخصوصا منذ بدء الضربات الروسية ضد التنظيم نهاية سبتمبر، وقال الوزير إن التنظيم المتطرف يسيطر على مدينة سرت وسط ليبيا ، وهو منتشر في مناطق عدة مثل درنة وبنغازي شرق. وحذر من أن مدينة أجدابيا شرقي ليبيا قد تصبح الآن معقلا جديدا للتنظيم المتطرف، موضحا أنه يبدو أن سلسلة اغتيالات أئمة سلفيين وضباط في الجيش ، من قبل تنظيم داعش تمهد الطريق لهذا التقدم.